بســم الله الرحمن الرحيم
الكتاب :سوء الخلق (مظاهره _أسبابه _علاجه )
المؤلف :محمد بن إبراهيم الحمد
دار النشر:دار ابن خزيمة
تعريف سوء الخلق
سوء الخلق هو قبحه ويمكن أن يعرف أنه
بذل القبيح وكف الجميل أو أنه التحلي بالرذائل والتخلي عن الفضائل
ذم سوء الخلق
قال النبي صلى الله عليه وسلم ((وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا ,الثرثارون,المتفيهقون,المتشدقون))
وقال بعضهم ((من ساء خلقه ضاق رزقه ))
مظاهر سوء الخلق
عبوس الوجه وتقطيب الجبين ..وهذا الطبع مركب من الكبر وغلظ الطبع ,فإن قلة البشاشةاستهانة بالناس ولاتكون إلا من الإعجاب والكبر
- المبالغة في اللوم والتوبيخ
- الكبر.. قال صلى الله عليه وسلم ((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ))
- السخرية من الآخرين .. قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ))
- التنابز بالألقاب .. قال تعالى (( ولاتنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ))
- الغيبة .. قال تعالى (( ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ))
النميمة
- سماع كلام الناس بعضهم ببعض وقبول ذلك دون تمحيص وتثبيت
- التجسس والتحسس .. وأصل التجسس :تعرف الشيئ عن طريق الجس أي الاختبار باليد والتحسس :تعرفه عن طريق الحواس ثم استعملا في البحث عن عيوب الناس قال ابن حبان رحمه الله (( فمن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه فإن أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه ))
- مقابلة الناس بوجهين .. قال النبي صلى الله عليه وسلم (( تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ))
- إساءة الظن .. قال تعالى ((يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) ولايدخل في سوء الظن المذموم ..الظن بمن أورد نفسه موارد الريب ولايدخل فيه من أساء الظن بعدوه كما أنه ليس من الحزم ولا الكياسة أن يحسن المرء الظن بكل أحد ويثق به
- عدم قبول الأعذار .. قال ابن المبارك رحمه الله ((المؤمن طالب عذر إخوانه والمنافق طالب عثراتهم ))
- الحسد.. هو أول ذنب عصي الله به في السماء و قل من الناس من يسلم من هذا الداء ولذا قيل (( ماخلا جسد من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه ))
الحقد
- مجاراة السفهاء .. قال الأحنف بن قيس ((من لم يصبر على كلمة سمع كلمات ,ورب غيظ تجرعته مخافة ماهو أشد منه ))
قلة الحياء
البخل
- المنة في العطية ونحوها.. ومع أن المنة وتعداد الأيدي ليس من صفات الكرام إلاأن ذلك يحسن ويسوغ في حال المعاتبة والاعتذار ,قال ابن حزم رحمه الله (( حالان يحسن فيهما مايقبح في غيرهما وهما المعاتبة والاعتذار فإنه يحسن فيهما تعديد الأيادي وذكر الإحسان وذلك غاية القبح فيما عدا هاتين الحالتين ))
- إخلاف الوعد .. وهو من صفات المنافقين قال ابن حازم : إذا قلت عن شيئ نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب وإلافقل:لا,تسترح وترح بها لئلا يظن الناس أنك كاذب
- الكذب .. قال الماوردي : الكذب جماع كل شر
كثرة المزاح والإسفاف فيه ..فالمزاح يسقط الهيبة ويخل بالمروءة ويجرئ السفهاء والأنذال والمقصود أن لايكثر منه فهو كالملح للطعام
الفخر بالنسب
- قلة المراعاة لأدب المحادثة ..ومنها المقاطعة والمبادرة إلى تخطئته وتكذيبه ورفع اليدين في وجهه والقيام عنه قب لإكمال حديثه ومنها بذاءة اللسان والتفحش بالقول والجدال والمراء والخصومة
- قلة المراعة لأدب المجالس ..ومنها ترك الإستئذان عند الدخول والخروج والجلوس في الطرقات وغيرها..
- سوء التعامل مع الوالدين..وله صور كثيرة فكل مامن شأنه أن يضيق صدرهما هو من سوء الخلق
- سوء العشرة مع الزوجة..قال عليه الصلاة والسلام ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ,وخياركم خياركم لنسائهم ))
سوء الخلق من بعض الزوجات
سوء معاملة الخدم والعمال
سوء الأدب من بعض الخدم والعمال
التقصير في حقوق الإخوان..ومن مظاهر التقصير ..قلة تعاهد الإخوان,التنكر وقلة الوفاء,إيذائهم في السفر
سوء الأدب مع الجيران
أسبــــــــــاب سوء الخلق
طبيعة الإنسان .. خصوصا إذا لم يسعى في إصلاح نفسه
سوء التربية المنزلية ..فإن الأبناء يرثون طباع والديهم كمايرثون أشكالهم
البيئة والمجتمع
الظلم
الشهوة.. صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة أضحى ملكا
الغضب
الجهل.. لايبلغ الأعداء من جاهل كمبلغ الجاهل من نفس
الولاية ..قد تحدث تغيرا في الخلق ,قال سال بن قتيبة ((ماتكبر في ولايته إلا من كبرت عنه ولا تواضع فيها إلا من كبر عنها ))
العزل ..من مقومات المروءة ألا تطيش به الولاية في زهو ولاينزل به العزل في حسرة
الغنى
الشهرة وبعد الصيت
كثرة الهموم
الأمراض
كبر السن
ضيق العطن..من الناس من لا يتحمل أدنى إساءة أو خطأ فتجد نفسه تضيق لايريد أحد أن يخطا
الغفلة عن عيوب النفس
اليأس من إصلاح النفس
دنو الهمة
التقصير في اداء الحقوق
قلة التناصح والتواصي بحسن الخلق
التكبر عن قبول النصيحة الهادفة والنقد البناء
قلة التفكير في أمر الآخرة
مصاحبة الأشرار
قلة الحياء
الطمع والجشع
وجماع ذلك كله ضعف الإيمان
علاج ســـــــــــــوء الخلق
قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم وومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه ))
ففي هذا الحديث دليل على أن الأخلاق قابلة للتغيير ..
حسن الخلق وفضائله
ويعرف حسن الخلق : التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل _وقد ذكر المؤلف أخرى _
ومن فضائل حسن الخلق:
امتثال لأمر الله عزوجل .. قال تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))
طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم
اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
عبادة عظيمة
رفعة الدرجات ..قال صلى الله عليه وسلم (( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ))
أعظم مايدخل الجنة ..قال صلى الله عليه وسلم ((وأعظم مايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق))
كسب القلوب
تيسير الأمور ..قال تعالى (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))
حسن الخلق مدعاة للذكر الحسن
السلامة من شر الخلق
القرب من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه وسلم ((غن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا))
محبة الله عزوجل
حسن الخلق أثقل شيئ في ميزان العبد يوم القيامة
زيادة الأعمار وعمارة الديار..قال صلى الله عليه وسلم حسن الخق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار))
حسن الخلق إحسان قد يزيد على الإحسان المالي
التوصل للحق..فيسلم المتحدثان من الجدال والمراء والتعصب
زيادة العلم
حصول الخيرية..قال صلى الله عليه وسلم ((خياركم أحاسنكم أخلاقا))
السلامة من مضار الطيش والعجلة
الوفاء بالحقوق الواجبة والمستحبة
الإنصاف
راحة البال وطيب العيش
حصول الوئام والاتفاق التام في المجتمع
صد هجمات الأعداء
وبه يتمكن المرء من إصلاح ذات البين
حسن الخلق يستر العيوب
أسبــــــــــــــــاب اكتساب حسن الخلق
سلامة العقيدة ..فالانحراف في السلوك _في الغالب_ ناتج عن خلل في المعتقد
الدعاء..كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح ((اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لايصرف عني سيئها إلا أنت ))
المجاهدة ..ولايعني المجاهدة يوم أوأكثر بل المجاهدة حتى الموت قال تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))
المحاسبة .. على أنه لايحسن المبالغة في محاسبة النفس لأن ذلك قد يؤدي إلى إنقباضها وانكماشها
التفكير في الآثار المترتبة على حسن الخلق
النظر في عواقب سوء الخلق
الحذر من اليأس من إصلاح النفس
علو الهمة..قال ابن القيم رحمه الله((فالنفوس الشريفة لاترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأحمدها عاقبة ..))
الصبر
العفة..تحمل على الحياء وهو رأس كل خير
الشجاعة
العدل
تجنب العبوس والتقطيب
التغاضي والتغافل
الحلم..وليس من شرط الحلم ألا يغضب الحليم
الإعراض عن الجاهلين
الترفع عن السباب
الاستهانة بالمسيء أوكلما طن الذباب طردته حمته مقاذيره أن ينالا
نسيان الأذية ..انس ما استطعت النسيان
العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان ..قال صلى الله عليه وسلم ((ومازاد الله عبدا بعفو إلا عزا))
السخاء ..والسخاء سخاءان سخاوة نفس الرجل بما في يديه ,وسخاوته عما في أيدي الناس
نسيان المعروف والإحسان إلى الناس
الرضا بالقليل من الناس وترك مطالبتهم بالمثل
احتساب الأجر عند الله عز وجل
تجنب الغضب..ولتسكين الغضب إذا ثارت ثورته أسباب عديدة منها: _ذكر الله عزوجل _أن ينتقل عن الحالة التي هو فيها إلى حالة غيرها
_تذكر الآثار السيئة المترتبة على الغضب
_تذكر ثواب العفو وجزاء الصفح
_ تذكر انعطاف القلوب عليه وميل النفوس إليه
_توطين النفس على مايصيب من أذى الخلق
_ ألا ينفذ غضبه بعد أن يغضب
تجنب الجدال..إذا اضطر المرء للجدال فليكن جدالا هادئا يراد به الوصول إلى الحق
التواصي بحسن الخلق
قبول انصح الهادف والنقد البناء
قيام المرء بمايسند إليه من عمل على أتم وجه
التسليم بالخطأ إذا وقع والحذر من تسويغه
لزوم الرفق..قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله))
لزوم التواضع
استعمال المداراة..قال بعضهم ((ينبغي للعاقل أن يداري زمانه مداراة السابح في الماء الجاري))
لزوم الصدق
تجنب كثرة اللوم والتعنيف على من أساء..خصوصا إذا كان جاهلا أوممن يندر وقوع الإساءة منه فكثرة اللوم مدعاة للغضب وموجبة للعداوة
تجنب الوقيعة في الناس
أن يضع المرء نفسه موضع خصمه.. قال ابن حزم رحمه الله ((من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه,فإنه يلوح له وجه تعسفه))
أن يتخذ الناس مرآة نفسه
مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة
الاختلاف إلى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات.. روي عن الأحنف بن قيس أنه قال (( كنا نختلف إلى قيس ابن عاصم نتعلم منه الحلم كما نتعلم الفقه))
وبالجملة أن ينتفع الناس بكل من خالطه وصاحبه..وكثير من الناس يتعلم المروءة ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها بل كثيرا من العقلاء يتعلم من الحيوانات أمورا تنفعه في حياته
توطين النفس على العتدال حال السراء والضراء..فصاحب المروءة لاتطيش به الولاية في زهو ولاينزل به العزل في حسرة ولايحمله الغنى على البطر ولاينحط به الفقر إلى الذلة والخنوع
معرفة أحوال الناس ومراعاة عقولهم ومعاملتهم بمقتضى ذلك..ومراعاة عقول الناس وطباعهم ونزعاتهم فيما لايقعد حقا ولايقيم باطلا مظهرا من مظاهر الإنسانية المهذبة
المحافظة على الصلاة..فهي دواء للنفس وتنهى عن الفحشاء والمنكر
الصيام
قراءة القرآن بتدبر وتعقل ..فهو كتاب الأخلاق الأول
تزكية النفس بالطاعة
لزوم الحياء..فالحياء لا يأتي إلا بخير وهو شعبة من الإيمان
إفشاء السلام..فإذا أفشى الناس السلام زالت الوحشة وتوادوا وتحابوا فتحسن أخلاقهم تبعا
إدامة النظر في السيرة النبوية..قال ابن حزم رحمه الله((من أراد خير الآخرة ,وحمة الدنيا ,وعدل السيرة ,والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها واستحقاق الفضائل بأسرها فليقتد بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..))
النظر في سير الصحابة الكرام
قراءة كتب الشمائل والكتب في الأخلاق..قيل للخليفة المأمون(( ما ألذ شيء؟قال :التنزه في عقول الناس يعني قراءة أقوالهم))
الاطلاع على الحكم المأثورة ..ذلك أن الحكمة وليدة التعقل وثمرة التجربة وعصارة الفكر
معرفة الأمثال السائرة..مامن موقف يمر به الإنسان إلا يجد مايعبر عنه ويخفف عليه ويقوم سلوكه
ويتحدث الفصل الثالث والأخير من الكتاب عن المداهنة والمداراة وبعض المقتطفات من أخلاق النبوة ولعلي آتي بأبز الفروق ولتعذروني..
المداراة صدقة وفضيلة والمداهنة خطيئة ورذيلة
المداراة يبتغي بها رضا الناس والنصيحة المداهنة هي الرضا بمايصدر من الظالم أو الفاسق
المداراة ترجع إلى ذكاء الشخص وحكمته والمداهنه إلى خبثه ولؤمه وكذبه
المداراة أن تثني على الرجل بما فيه والمداهنة وصف الرجل بغير مايعرفه منه والثناء عليه في وجههه فإذا غاب ذمه
المداراةأن تسعى بالصلح بين الإثنين فتنمي ماقاله كل واحد منهما في صاحبه من خير والمداهنة أن يلقى الرجلين بينهما عداوة فيغري ببعضهما ويظهر لكل واحدمهما الرضا عن معاداته لصاحبه
وماشاعت المداهنة في جماعة إلا تقلصت الكرامة في ديارهم وكانت الإستكانة شعارهم ودثارهم وضاعت كرامته
هذا وأصلي على سيد الأخلاق ومعلمها محمد صلى الله عليه وسلم تسليما إلى يوم الدينرزقنا الله حسن الإتباع والاهتداء بهديه